الأمه بخير ما دامت تتمتع بالخير وتسعد به ولقد كان الوقف الذى شرع فى الإسلام من النظم الإنسانيه الرشيدة التى عالجت وتعالج كل خلل فى المجتمع عامه وخاصه وإنه ليعطينا الطرق السليمه للوصول إلى هدف مثمر يمكن لنا منه الإصلاح......
وبهذا الإدراك السليم نرسى قواعد البناء السليم للمجتمع ونضمن سلامته.
ومن قديم الزمان أبلىَ خلفاء المسلمين فى هذا المضمار بلاءً حسناً وعلى رأسهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب(رضى الله عنه)الذى كان يلمس حاجه الرعيه بنفسه فيجعل لهم مايكفيهم لايألو جهداً ويدخر وسعاً...
بينما كان أمير المؤمنين يتفقد أحوال الرعيه إذ استوقفه بكاء لطفل منبعث من دار كان يمر عليها،فظن عمر أن بكاء الطفل قد يكون ليقظته من نومه فاستوقف نفسه لحظه حتى يفرغ الطفل من بكائه ولكن الطفل لم يفرغ فاضطر عمر أن يطرق الباب فى أدب ورفق فلما فتحت له ربه البيت سألها فى تلطف وهواده:يا أم الطفل قد آلمنى بكاء الطفل وإنى لفى معونتكِ،فقالت الام:شكراًلك يا سيدى على هذه المروءة،وإن عمر لم يفرض للأطفال نصيباً فى بيت المال إلا حين يفطمون لهذا قد فطمت طفلى لشده حاجتنا وفقرنا وعوزنا ولم يأت أوان فطامه بعد...
سمع ذلك فستأذن لنفسه واتجه نحو المسجد ومكث به حتى الفجر يسبح الله ويستغفرة ويقول:واسوءاً لعمر!كم قتلت من أولاد المسلمين يا عمر
!ماذا يكون جوابك حين يسألك ربك ،هل حققت العدل يا عمر فى أمه ولتًَك شئونها ووكلت لك أمرها؟أيكون جوابى بأنى لم افرض للرضيع فى بيت المال نصيباً وقد فرضت لغيره!!..
وما كاد يطلع عليه الفجر ويؤم الناس للصلاة ويصلى بهم إلا وقد أصدر أمره إلى من ينادى الناس على ضوء النهار ويقول:لاتعجلوا فطام اولادكم فقد فرض عمر لكل مولود فى يوم ولادته نصيباً.!
الآن
رضى الله عنك يا عمر
أعطيتنا درسا فى تكييف السياسه الاجتماعيه وأكدت لنا عدالتك...
كم أتمنى حكاماً مثلك رضى الله عنك.